للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر خروجه للغزو «١» وما فتحه من البلاد ومن «٢» أطاعه من القبائل

قال: وفى هذه السنة ابتدأ عبد المؤمن بالغزو. وسار فى جيش كثيف، وجعل يمشى فى الجبل إلى أن وصل إلى تادلة «٣» .

فمانعه أهلها وقاتلوه فهزمهم وفتحها. وتم منها إلى البلاد التى تليها.

ومشى فى الجبال يفتح «٤» ما امتنع عليه. وأطاعه صنهاجة الجبل.

قال: فعند ذلك جعل أمير المسلمين على بن يوسف ولده تاشفين بن على ولى عهده، وأحضره من الأندلس، وكان أميرا عليها، وندبه لقتال عبد المؤمن، وذلك فى سنة إحدى وثلاثين «٥» . فسار تاشفين لحربه «٦» ، فكان يمشى فى الصحراء وعبد المؤمن فى الجبال.

وفى سنة اثنتين وثلاثين، كان عبد المؤمن بجيشه فى النواظر- وهو جبل عال مشرف- وتاشفين فى الوطأة، ويخرج من الطائفتين قوم يتطاردون ويترامون، ولم يكن بينهم لقاء. وسمى هذا عام النواظر، ويؤرخونه به.