عليهم ما جرى دخل حوانيت الصاغة، وصاغ بالأجره فرآه ابن اللبّانة وهو ينفخ فى بعض الحوانيت فقال:
أذكى القلوب أسى، أبكى العيون دما ... خطب وجودك فيه يشبه العدما
صرّفت فى آلة الصيّاغ أنملة ... لم تدر إلا الندى والسيف والقلما
يا صائغا كانت الدنيا تصاغ له ... حليا وكان عليه الحلى منتظما
النّفخ فى الصور هول ما حكاه سوى ... هول رأيتك فيه تنفخ الفحما
قال: ولما انقرضت الدولة العبادية صار ملك بلاد المسلمين إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين صاحب مراكش والمغرب، وسنذكر ذلك إن شاء الله فى أخباره.
[[ذكر ممالك الأندلس الأخرى]]
«١» وأما سرقسطة والثغر الأعلى/ فكان ذلك بيد منذر بن يحيى إلى أن توفى وولى بعده ابنه يحيى، ثم ولى بعده سليمان بن أحمد بن محمد ابن هود الجذامى، وكان يلقّب بالمستعين، وكان من قواد منذر على مدينة لاردة، وله وقعة مشهورة مع الفرنج فى سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. ثم توفى وولى بعده ابنه أحمد المقتدر بالله، وولى بعده