للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالصابون، ويأتوا إلى مكان هذه القرود فيقعدوا حيث تراهم، ويلبسوا زرابينهم «١» ويمشوا بها، ويتركوا تلك الزّرابين «٢» الصغار، فتأتى القرود وتلبس الزّرابين «٣» ، فتخرج عليها الرجال، فتعدو القرود بتلك الزّرابين «٤» ، فلا تثبت أرجلها على الأرض، وتزلق، فتدركها الرجال ويأخذوها. ولم أقف على شعر يتعلّق بوصف القرد فأثبته؛ والله أعلم.

ذكر ما قيل فى النّعام

والنعامة تسمّى بالفارسية: أشترمرغ «٥» ، ومعنى أشتر: جمل، ومرغ «٦» : طائر، فكأنّهم قالوا: جمل طائر؛ ومن أعاجيبها أنّها تضع بيضها عند الحضان، وتعطى كلّ بيضة منها نصيبها من الحضن، لأنّ بدنها لا يشمل جميع ما تحضنه، فانّها تحضن أربعين بيضة أو ثلاثين، وتخرج لطلب الطّعم، فتمرّ فى طريقها ببيض نعامة أخرى فتحضنه وتنسى بيضها؛ قال ابن هرمة:

وإنّى وتركى ندى الأكرمين ... وقدحى بكفّىّ زندا شحاحا «٧»

كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا «٨»

ويقال: إنها تقسم بيضها أثلاثا، منه ما تحضنه، ومنه ما تجعل صفاره «٩» غذاء، ومنه ما تفتحه وتتركه فى الهواء حتى يعفن، وتتولّد من عفونته دوابّ «١٠» ، فتغذى بها