وفي سنة ست وخمسين ومائتين دخل الزنج الأبلّة، فقتلوا فيها خلقا كثيرا وأحرقوها، وكان سبب ذلك أنّ جعلان لما تنحّى عن خندقه إلى البصرة ألحّ صاحب الزنج بالغارات على الأبلّة، وجعلت سراياه تضرب إلى ناحية نهر معقل، ولم يزل يحارب إلى يوم الأربعاء لخمس بقين من شهر رجب فافتتحها، وقتل بها الأحوص وعبد «١» الله بن حميد الطوسى وأضرمها نارا، وكانت مبنيّة بالساج فأسرعت النار فيها، وقتل من أهلها خلق كثير، وفرّق الأموال العظيمة، وكان ما أحرقت النار أكثر من الذى نهب.
قال: ولما اتصل خبر أهل الأبلّة بأهل عبّادان راسلوا صاحب الزنج في طلب الأمان، على أن يسلّموا إليه البلد، فأمّنهم وسلّموه إليه وأخذ ما فيه من الأموال والسلاح، ففرّقه في أصحابه.
[ذكر أخذ الزنج الأهواز]
قال: ولما فرغ صاحب الزنج من الأبلّة وعبّادان طمع في الأهواز، واستنهض أصحابه وسار إليها، فهرب من بها من الجند ومن أهلها ولم يبق إلا القليل، فدخلها وأخربها، وكان بها إبراهيم بن المدبّر يتولى الخراج فأخذوه أسيرا، بعد أن قاتل وجرح ونهب جميع ماله، وذلك