للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وزينب هذه هى زينب بنت يوسف الثّقفىّ أخت الحجّاج، وكان النميرىّ يهواها ويشبّب بها، وله معها أخبار يطول شرحها ليس هذا موضع إيرادها- قال: فقالت له عائشة لما أنشدها هذا الشعر: والله ما قلت إلا جميلا، ولا وصفت إلا كرما وطيّبا ودينا وتقى، أعطوه ألف درهم. فلما كانت الجمعة الأخرى تعرّض لها، فقالت: علىّ به؛ فجاء فقالت له: أنشدنى من شعرك في زينب؛ قال:

فأنشدك من قول الحارث فيك. فوثب مواليها إليه، فقالت: دعوه فإنه أراد أن يستقيد لابنة عمّه، هات؛ فأنشدها:

ظعن الأمير بأحسن الخلق ... وغدا بلبّك مطلع الشرق

وتنوء تثقلها عجيزتها ... نهض الضعيف ينوء بالوسق

ما صبّحت زوجا بطلعتها ... إلا غدا بكواكب الطّلق

بيضاء من تيم كلفت بها ... هذا الجنون وليس بالعشق

فقالت: والله ما ذكر إلا جميلا، ذكر أنى إذا صبّحت زوجا بوجهى غدا بكواكب الطّلق، وأنى غدوت مع أمير تزوّجنى الى الشرق، أعطوه ألف درهم واكسوه حلّتين ولا تعد لإنياننا يا نميرىّ؛ والله أعلم [ولنرجع إلى أخبار المغنّين «١» ] .

[ذكر أخبار محمد بن عائشة]

يكنى أبا جعفر ولم يكن له أب يعرف فنسب الى أمه؛ وكان يزعم أن اسم أبيه جعفر. وعائشة أمه مولاة لكثير بن الصّلت الكندىّ حليف قريش، وقيل:

هى مولاة لآل المطلب بن [أبى «٢» ] وداعة السّهمى. وقال ابن عائشة- وقد سأله