فوجد ميتا غير مقتول، كما ذكرنا ذلك فى أخبار ألب أرسلان فى سنة ست وخمسين وأربعماية ولما مات ملك بعده ابنه سليمان.
[ذكر أخبار الملك سليمان ابن شهاب الدولة قتلمش وهو الثانى من الملوك السلجقية بالروم،]
ملك ما كان بيد أبيه بعد وفاته فى سنة ست وخمسين وأربعمائة.
[ذكر فتح مدينة أنطاكية]
وفى سنة سبع وسبعين وأربعماية سار سليمان من بلاده، وقصد الشام وملك مدينة انطاكية، وكانت بيد الروم من سنة ثمان وخمسين وثلثماية. وكان سبب ملكه إياها أن صاحبها الفزدرؤس الرومى «١» كان قد سار عنها إلى بلاد الروم، ورتب فى انطاكية شحنة وكان الفزدرؤس كثير الإساءة إلى أهل البلد وإلى جنده، حتى أنه حبس ابنه، فاتفق ابنه والشحنة على تسليم البلد إلى سليمان، فكاتبوه يستدعونه فركب فى البحر ومعه ثلثماية فرس وكثير من الرجالة، وخرج منه وسار فى جبال وعرة ومضايق شديدة حتى وصل إليها فى وقت الموعد، فنصب السلاليم وصعد باتفاق من الشحنة وابن صاحبها، فملكها فى شعبان من السنة. وقاتله أهل البلد فهزمهم مرة بعد أخرى، وقتل كثيرا منهم، ثم عفا