للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدّين لكلّ فارس عشرين دينارا. ثمّ سار شيركوه، فكان خروجه من دمشق فى منتصف شهر ربيع الأول؛ وأردفه نور الدين بجماعة من الأمراء، منهم مملوكه عز الدين جرديك، وشرف الدين بزغش وعين الدّولة الياروقى، وناصح الدّين خمارتكين، وقطب الدين ينال بن حسّان المنبجى، وغيرهم «١» . والله أعلم.

ذكر قدوم أسد الدّين شيركوه إلى الدّيار المصرية ورحيل الفرنج عنها

قال: وقدم أسد الدّين شيركوه بالعساكر، فكان وصوله إلى مصر فى يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة أربع وستّين وخمسمائة.

ولمّا بلغ الفرنج قربه عادوا عن القاهرة إلى بلادهم، وكان رجوعهم فى يوم السّبت ثالث شهر ربيع الآخر، ومعهم من الأسرى اثنا عشر ألف نفس. ودخل أسد الدّين القاهرة فى سابع شهر ربيع الآخر، وخرج إليه العاضد لدين الله وتلقّاه. وحضر يوم الجمعة التاسع من الشّهر إلى الإيوان وجلس إلى جانب العاضد، وخلع عليه؛ وفرح النّاس بقدومه.

وعاد أهل مصر إليها، وشرعوا فى إطفاء النّيران وإصلاح ما تشعّث.

وكانت سقوف جامع عمرو بن العاص بمصر قد احترقت فجدّده الملك النّاصر صلاح الدّين يوسف.

قال: وأمر العاضد أسد الدّين بالنّزول على شاطىء النّيل بالمقس، ورتّب له شاور ولمن معه الإقامات الوافرة، وأظهر له ودّا كثيرا، وصار يتردّد إليه فى كلّ يوم. فطلب أسد الدّين من شاور ما لا ينفقه فى عسكره، فمطله