للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤- وأما بيوت النيران

(ومن رسمها من ملوك الفرس) قال المسعودىّ:

أوّل من حكى ذلك عنه أفريدون الملك. وذلك أنه وجد نارا يعظمها أهلها، [وهم] [١] معتكفون على عبادتها. [فسألهم عن خبرها ووجه الحكمة منهم فى عبادتها. فأخبروه بأشياء اجتذبت نفسه إلى عبادتها] [٢] وأنها واسطة بين الله تعالى وبين خلقه، وأنها من جنس الآلهة النورية، وأشياء ذكروها له. وجعلوا للنور مراتب وقوانين [وفرقوا بين طبع النار والنور] [٣] وزعموا أن الحيوان يجتذبه النور، فيحرق نفسه: كالفراش الطائر بالليل فما لطف جسمه، يطرح نفسه فى السراج فيحرقها. وغير ذلك مما يقع فى صيد الليل من الغزلان، والوحش، والطير؛ وكظهور الحيتان من الماء إذا قربت من السراج فى الزوارق كما يصاد السمك ببلاد البصرة فى الليل، فإنهم يجعلون السّرج حوالى المركب، فيثب السمك من الماء إليها؛ وأن بالنور صلاح هذا العالم، وشرف النار على الظلمة إلى غير ذلك.

فلما أخبروا الملك أفريدون بذلك أمر أن تحمل جمرة منها إلى خراسان، فحملت. فاتخذ لها بيتا بطوس. [واتخذ بيتا آخر بمدينة بخارا يقال له برد سورة] [٤] .

وبيتا آخر بسجستان كواكر [٥] ، كان اتخذه بهمن بن إسفنديار بن يستاسف بن يهراسف.


[١] الزيادة عن المسعودىّ.
[٢] الزيادة عن المسعودىّ.
[٣] الزيادة عن المسعودىّ.
[٤] سماه الشهرستانى: «قباذان» (ص ١٩٧) .
[٥] سماه الشهرستانى: «كركرا» (ص ١٩٧) .