للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلب منه أن يحكم بتعويض الورثة الظاهرية [١] عن قرار إسطبل الأمير سيف الدين بكتمر السّاقى المطلّ على بركة الفيل بظاهر القاهرة. ويمكّن هو قرار إسطبله. فامتنع من ذلك، ووافق سراج الدين على الحكم بصحة ذلك إن هو ولّى، فولّى لذلك، ولم تطل مدته فى القضاء فإنه توفى إلى رحمة الله تعالى فى الثالث والعشرين من شهر رمضان من السنة، وأعيد قاضى القضاة شمس الدين بن الحريرى إلى ولاية القضاء بمصر على عادته، وخلع عليه، ونفعه الامتناع من الحكم بما فيه شبهة وما ضرّه العزل- وجزاه الله خيرا.

[٢] وفى هذه السنة فى أواخر شعبان [٢] قطع جماعة من التتار الفرات إلى جهة الشام، ووصل إلى دمشق فى سادس شهر رمضان مقدّم ألف من التتار اسمه طاطى [٣] ، كان منشؤه من العراق وديار بكر بمكان يعرف بقفر ابن زغل [٤] ووصل صحبته نحو مائة فارس بنسائهم وأولادهم، ثم تجهزوا من دمشق فى الشهر المذكور فوصلوا إلى القاهرة فى شوال من السنة.

[ذكر [٥] عود رسل السلطان من جهة الملك أزبك [٥] ووصول رسله]

وفى شهر رمضان من هذه السنة عادت رسل السلطان من جهة الملك أزبك، وهم الأمير [١٠٥] علاء الدين أيدغدى الخوارزمى ومن معه، وصحبهم رسل الملك أزبك، فمثلوا بين يدى السلطان فى يوم الخميس رابع الشهر، وكان السلطان قد خطب إلى الملك أزبك امرأة من بنات الملوك من البيت الجنكزخانى، وبعث مع رسله هدية طائلة جليلة المقدار، فلما جاءت الرسل اشتطوا فى المهر فطلبوا مائة طمان من الذهب، والطمان عشرة آلاف دينار،


[١] والخبر فى السلوك ٢/١: ١٧٣.
[٢]- ٢ ما بين الرقمين يقابله بياض فى ك. والمثبت من ص، وف.
[٣] كذا فى الأصول. وفى السلوك ٢/١: ١٧٤ «طاطاى» .
[٤] كذا فى ك، وف. وفى ص «زغلى» .
[٥- ٥] ما بين الرقمين يقابله بياض فى ك. والمثبت من ص، وف.