ومن معه، ودخل غزنة، وملك قلعتها، ورتب بهرام شاه في الملك، وقرر أن يكون الدعاء بغزنة للخليفة، ثم للسلطان محمد، ثم للملك سنجر، وبعدهم لبهرام شاه، وحصل لأصحاب سنجر من الأموال ما لا يحد، وكان من دور ملوكها عدة دور، على حيطانها ألواح الفضة وسواقى البساتين من الفضة، فقلع أكثر ذلك ونهب، فمنع سنجر أصحابه، وصلب جماعة، حتى كف الناس، وكان من جملة ما حمل لسنجر خمسة تيجان قيمة، أحدها يزيد على ألفى ألف دينار وألف وثلاثمائة قطعة مصاغة مرصعة، وسبعة عشر سريرا من الذهب والفضة، وأقام سنجر بغزنة أربعين يوما، حتى استقر بهرام شاه، وعاد إلى خراسان، ولم يخطب بغزنة لسلجقى قبله.
[ذكر القبض على الوزير محمد]
قال: ولما عاد السلطان سنجر من غزنة قبض على وزيره أبى جعفر محمد بن فخر الملك أبى المظفر، بن الوزير نظام الملك، وكان سبب ذلك أنه أوحش الأمراء، واستخف بهم، فغضبوا من ذلك، وشكوا إلى السلطان وهو بغزنة، فاستمهلهم إلى أن يخرج من غزنة، ووافق ذلك تغير السلطان عليه، لأشياء نقمها منه، منها أنه أشار على السلطان بقصد غزنة، فلما قصدها، ووصل إلى بست، أرسل صاحبها أرسلان شاه إلى الوزير محمد، وضمن له خمسمائة ألف دينار إن هو أثنى عزم السلطان سنجر عن قصدها، ورده، فلما أتته الرسالة أشار على السلطان بمصالحة أرسلان شاه، والرجوع إلى خراسان، فلم يوافقه على ذلك، وفعل بمثل ذلك بما وراء النهر، ومنها أنه نقل