للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر الحرب بين ناصر الدّولة والأتراك

قال: ولما اتّصل بالمستنصر ما فعله ناصر الدّولة من مكاتبة ألب «١» أرسلان جرّد عسكرا لقتاله من الأتراك، فساروا ثلاث فرق. فأراد أحد المقدّمين أن يلقاه ليكون الظّفر له دون رفيقيه، فتقدّم والتقى بناصر الدّولة، فهزمه ناصر الدّولة وقتل جماعة من أصحابه وأسره. ثمّ التقى العسكر الثّانى ولم يعلموا بما جرى على الأوّل، فهزمهم أقبح هزيمة؛ وهرب العسكر الثّالث.

وقوى ناصر الدّولة بهذا الظّفر، وقطع الميرة عن القاهرة ومصر، ونهب أكثر الوجه البحرى، وقطع خطبة المستنصر من الإسكندرية ودمياط والوجه البحرى، وخطب للقائم بأمر الله «٢» العبّاسى. وعدمت الأقوات بالقاهرة ومصر، واشتدّ الغلاء، وكثر الوباء، وامتدّت أيدى الجند إلى نهب العوامّ.

ذكر الصّلح بين ناصر الدّولة والأتراك

وفى المحرّم سنة ثلاث وستين وأربعمائة وقع الصّلح بين ناصر الدّولة بن حمدان والأتراك. وسبب ذلك أنّ المستنصر بالله والأتراك اشتدّت بهم الضّائقة لقطع الميرة، فاضطرّوا إلى مصالحته، فصالحوه على أن يكون مقيما بمكانه ويحمل إليه مال قرّره المستنصر، ويكون تاج الملوك شادى نائبا عنه.

فرضى بذلك وسيّر الغلال إلى مصر. ثمّ وقع الخلاف بينهم بعد شهور، فجاء