قال: ولما تمكّن عماد الدولة من شيراز، وثبت ملكه ببلاد فارس، كتب إلى الخليفة الراضى بالله، وإلى وزيره أبى على بن مقلة يعرفهما أنه على الطاعة، ويطلب أن يقاطع على ما بيده من البلاد، وبذل ألف ألف درهم، فأجيب إلى ذلك، وتقدّمت إليه الخلع، و؟؟؟ رطوا على الرسول ألّا يسلم إليه الخلع إلا بعد قبض المال. فلما وصل الرسول خرج عماد الدولة إلى لقائه، وطلب منه الخلع واللواء، فذكر له ما اشترط عليه، فأخذها منه قهرا، ولبسها، ونشر اللواء، ودخل البلد، وغالط الرسول بالمال، فمات الرسول عنده في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. قال: ولما سمع مرداويج ما حصل لعماد الدولة ابن بويه قام لذلك وقعد، فسار إلى أصفهان للتدبير عليه «١» ، وعزم على الخروج إليه بنفسه، فبلغ عماد الدولة ذلك، فبادر بمكاتبته، وسأله إقراره على بلاد فارس على أن يقيم له الدعوة، ويضرب باسمه السّكّة، وينفذ إليه أخاه ركن الدولة بن بويه رهينة، فقبل ذلك منه، واعتقل ركن الدولة، فلما صار في اعتقاله لم يكن بأسرع أن اتفق «٢» قتل مرداويج على ما قدمنا ذلك في أخبار مرداويج، فهرب ركن الدولة بمواطأة من سجانه، وخرج إلى الصحراء ليفك قيوده، فأقبلت بغال عليها تبن، ومعها بعض أصحابه وغلمانه، فلما رأوه ألقوا التبن، فكسروا قيوده، وحملوه إلى أخيه عماد الدولة بفارس