ابن أبى طالب رضى الله عنه قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن سنته فقال: «المعرفة رأس مالى، والعقل أصل دينى، والحبّ أساسى، والشوق مركبى، وذكر الله أنيسى، والثقة كنزى، والحزن رفيقى، والعلم سلاحى، والصّبر زادى، والرّضا غنيمتى، والعجز فحرى، والزهد حرفتى، واليقين قوتى، والصدق شفيعى، والطاعة حسبى «١» ، والجهاد خلقى، وقرّة عينى فى الصلاة» . وفى حديث آخر:«وثمرة فؤادى فى ذكره، وغمّى لأجل أمتى، وشوقى إلى ربى» . ولنصل هذه الفصول التى شرحناها فى صفاته المعنوية صلّى الله عليه وسلّم بما ورد من طيب ريحه، وعرقه، وما يجرى هذا المجرى.
ذكر نبذة مما ورد فى نظافة جسمه، وطيب ريحه، وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد صلّى الله عليه وسلّم
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد خصّه الله عز وجل من ذلك بخصائص لم توجد فى غيره، ومنحه منحا لم تكن فى سواه؛ من ذلك ما رويناه عن مسلم ابن الحجاج بإسناده، عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: ما شممت عنبرا قطّ ولا مسكا ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وعن جابر ابن سمرة أنه صلّى الله عليه وسلّم مسح خدّه، قال: فوجدت ليده بردا وريحا كأنّما أخرجها من جونة «٢» عطّار. قال غيره: مسّها بطيب أو لم يمسّها، يصافح المصافح فيظل يومه يجد ريحها، ويضع يده على رأس الصبىّ فيعرف من بين الصبيان بريحها. وروى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نام فى دار أنس فعرق، فجاءت أمّ أنس بقارورة تجمع فيها عرقه، فسألها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك