وبلال القيسى والتقوا، فانهزم الصقر وأسر الحسن بن صالح وبلال، فقتل حسان بلالا واستبقى الحسن لأنه من همدان، ففارقه بعض أصحابه لهذا.
وفى هذه السنة استعمل الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمى على أفريقية، وبعث بعهده إليه بها؛ وحج المنصور بالناس فى هذه السنة.
[ودخلت سنة تسع وأربعين ومائة]
. فى هذه السنة غزا العباس بن محمد الصائفة أرض الروم، ومعه الحسن بن قحطبة ومحمد بن الأشعث فمات محمد فى الطريق وفيها استتمّ المنصور بناء سور بغداد وخندقها، وفرغ من جميع أمورها وسار إلى حديثة الموصل وعاد. وحجّ بالناس محمد بن إبراهيم بن محمد (بن على)«١» بن عبد الله بن عباس.
[ودخلت سنة خمسين ومائة.]
[ذكر خروج استاذ سيس]
«٢» فى هذه السنة خرج استاذ سيس فى أهل هراة وباذغيس وسجستان وغيرها من خراسان، فكان- مما قيل- فى ثلاثمائة ألف مقاتل فغلبوا على عامة خراسان، وسار حتى التقى هو وأهل مرو الروذ وعليهم الأجثم «٣» المروروزى، فاقتتلوا فقتل الأجثم، وهزم استاذ سيس عدة من القواد، فوجّه المنصور خازم بن خزيمة لحربه وضمّ إليه القواد، فسار خازم والتقوا واقتتلوا، وكانت بينهم حروب آخرها أن استاذ سيس انهزم، وأكثر المسلمون القتل فى أصحابه، فكان عدة من قتل سبعين ألفا، وأسروا أربعة عشر ألفا، ونجا استاذ سيس إلى جبل فى نفريسير، فحصرهم خازم وقتل