للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر ما استولى عليه الملك الناصر من البلاد الإسلامية بنفسه وأتباعه]

كان من البلاد التى خطب بها للملك النّاصر صلاح الدّين يوسف طرابلس الغرب وبعض بلاد إفريقية، منها مدينة قابس «١» .

وسبب ذلك أن شرف الدين قراقوش مملوك تقىّ الدين عمر «٢» ، ابن أخى الملك النّاصر، توجّه فى سنة ثمان وستين وخمسمائة فى طائفة من الأتراك إلى جبال نفوسة «٣» ، واجتمع به مسعود بن زمام المعروف بالبلاط، وهو من أعيان أمراء تلك النّاحية، وكان خارجا عن طاعة [ابن] «٤» عبد المؤمن. فاتّفقا وكثر جمعهما، ونزلا على طرابلس الغرب، فحاصراها مدّة وضيّقا على أهلها، ثمّ فتحاها، فاستولى قراقوش عليها، وأسكن أهله بقصرها. ثمّ ملك كثيرا من بلاد أفريقية إلا المهديّة وسفاقس وقفصة وتونس وما والاها من القرى والمواضع. وكثر جمع قراقوش، فحكم على تلك البلاد، وجمع أموالا عظيمة وجعلها بمدينة قابس، وقويت نفسه، وطمع أنّه يستولى على جميع أفريقيّة لبعد ابن عبد المؤمن عنها واشتغاله بجهاد الفرنج. ثم جاء نورا به مملوك تقىّ الدين أيضا، بطائفة من التّرك فزاد بهم قوّة إلى قوّتة. ثم اجتمع الأتراك وعلىّ