للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسلطان بالبلاد، فلم يدر ذلك فى حدس السلطان. فاجتمع تتاون «١» بالأمير شمس الدين سنقر الأشقر وعرفه قصد البرواناه فى طلبه الانتظار، وأن مقصده أن السلطان يتربص حتى يدركه أبغا فى البلاد، فكان ذلك سبب رحيل السلطان عن قيسارية.

[ذكر رحيل السلطان عن قيسارية وهرب عز الدين أيبك الشيخى ولحاقة بأبغا وعود السلطان إلى ممالكه]

كان رحيل السلطان من قيسارية فى يوم الاثنين العشرين من ذى القعدة، وقيل فى الثانى والعشرين منه، لقلة الأقوات، وقيل للسبب الذى تقدم ذكره، وجعل على يزكه الأمير عز الدين أيبك الشيخى، وكان السلطان قد ضربه لسبقه الناس وتقدمه، فحقد ذلك، وتسحب يومئذ والتحق بأبغا بن هولاكو.

ونزل السلطان بقيرلو «٢» فورد عليه فيها رسول البرواناه، ومعه رجل آخر اسمه ظهير الدين الترجمان، وهو يستوقف السلطان عن الحركة، وما كانوا علموا بقصد السلطان فى مسيره إلى أية جهة، وكان الخبر قد شاع أن حركة السلطان إلى سيواس. فأجاب السلطان البرواناه: «أن كتبك وكتب غيرك كانت تأتينى واشترطتم شروطا لم تفوا بها ولا وقفتم عندها، وقد عرفت الروم وطريقه، وما كان جلوسنا على التخت رغبة فيه إلا لنعلمكم أنه لا عائق لنا عن شىء نريده بحول الله وقوته، ويكفينا أخذنا أمك وابنك وابن بنتك وما منحناه من النصر الوجيز، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز.»