للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر القبض على الأمير سيف الدين بكتمر]

نائب السلطنة وإلزامه، وتفويض نيابة السلطنة للأمير ركن الدين بيبرس الدوادار.

وفى يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأول أمر السلطان بالقبض على نائبه الأمير سيف الدين بكتمر وعلى إلزامه فقبض عليه وعلى صهره الأمير سيف الدين بكتمر [١] وصهره الثانى علاء الدين أيدغدى العثمانى، والأمير سيف الدين منكوتمر الطباخى والأمير بدر الدين بكمش [٢] الساقى وعز الدين أيدمر الشمسى المعروف بالصفدى، وذلك بعد صلاة الجمعة، وقبض فى يوم السبت على الأمير عز الدين أيدمر الشيخى واعتقلوا كلهم. وكان سبب ذلك أنه اتصل بالسلطان أنه شرع فى التدبير عليه وطلب الأمر لنفسه، وأن هؤلاء ممن باطنه فقبض عليهم، وقتل [٣] منكوتمر الطباخى لوقته، لأنه فاجأ بالإقرار، وتكلم بكلام قوى فيما قيل، ولما قبض السلطان على الأمير سيف الدين بكتمر فوّض نيابة السلطنة للأمير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري.

[ذكر جلوس السلطان بدار العدل]

وفى هذه السنة فى يوم الإثنين العشرين من جمادى الأولى- جلس السلطان بدار العدل الشريف، وجلس معه قضاة القضاء الأربعة بعد أن نودي فى المدينتين. أنه من كانت له مظلمة فليحضر إلى دار العدل، ويرفع قصته ويشكو حاله. فحضر الناس وقرئت قصصهم بين يدي السلطان، وكان جلوسه بالإيوان الذي جدّده فى موضع الإيوان الكبير المنصورى، واستمر الملك يجلس بدار العدل فى كل يوم اثنين إلى هذا الوقت فى سنة خمس وعشرين وسبعمائة.

وفى جمادى الآخرة عزل السلطان قاضى القضاة زين الدين على بن مخلوف المالكى [٤] عن القضاء، بسبب مكتوب أثبته فأراد السلطان أن يرجع عن إثباته فأبى [٦٧] قاضى القضاة وطعن السلطان فيمن شهد عند قاضى القضاة من الخدام، فلم يرجع قاضى القضاة، وصمم على حكمه، فقال له السلطان: قد


[١] وقد توفى سنة ٧١٨ هـ (النجوم الزاهرة ٩: ٢٤١) .
[٢] كذا فى ك ٢ وف. وفى ص «بكتمش» .
[٣] فى ك «وفصل» والمثبت من ص، وف.
[٤] سبق ذكر مراجع ترجمته فى ص.