للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما خوارزم وما اختصّت به

فانها تقارب بلاد الترك، بل تنافسها في الخصائص والمتاجر.

ومن خصائصها البطيخ الذى يقال له «النارنج» يقال إنه أحلى البطاطيخ وأطيبها.

وكان يحمل منها إلى المأمون وإلى الواثق في قوالب الرصاص، معبّاة في الثلج. فكانت تقوّم الواحدة منه- إذا سلمت ووصلت- بسبعمائة درهم. والله أعلم.

ذكر الخصائص التى تجرى مجرى الطّلّسمات

منها:

مدينة «خبيص» من مدن كرمان. لا يمطر المطر فيها داخل السور أبدا حتّى إن الرجل يخرج يده من سورها إلى خارجها، فتبتلّ يده ولا يبتلّ ساعده.

وبقرية من قرى كرمان أيضا «حصن عادى» ليس فيه فأر. وإذا دخل إليه فأر، مات.

ومدينة «حمص» لا يوجد فيها عقرب. وإذا تثر ترابها على ظهر عقرب، ماتت.

وكذلك قلعة أعزاز [١] من أعمال حلب. ويقال إنه لا يدخل مدينتها حيّة. ومتى نثر عليها من ترابها، ماتت لوقتها. ولا يوجد فيها بعوض البتة. وإن الرجل متى أخرج يده من السور، وقع عليها؛ فإذا أدخل يده، طار عنها.

و «بمصر [٢] » أن التماسيح إذا ساقها الماء إليها وحاذتها، انقلبت على طهرها. فإذا بعدت عنها، لا تضر أحدا. بخلاف ما هى في بلاد الصعيد، فإنها تفترس جميع ما تظفر به من الحيوان حتّى الخيل. ولا يقوى على قتالها إلا الجاموس.

ومدينة «سجلماسة» لا يوجد فيها ذباب البتة.


[١] كذا ذكرها أيضا في التقويم بالهمزة. وفي المعجم «عزاز» بدونها.
[٢] يعنى مصر العتيقة أى الفسطاط.