كان مقتله لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وأربعمائة «١» . وذلك أنه كان قد استقل بالأمور وجبى الأموال منذ فوّضت إليه أمور الدولة. فلم يدخر درهما واحدا فى سبع سنين مع ما ورد من الهدايا الجليلة والتقادم النفيسة. وانتهت حاله إلى أن أخذ مالا من الذخيرة فلم يرد عوضه. وضاقت الدولة واتسعت أحواله وكثرت أبنيته التى لا تصلح إلا للملوك. وهادى الأكابر بمصر حتى وصل إليه سجل من الحضرة. فضاق منه المعز، فدس إليه بعض خواصه، وأشار عليه أن يقتصر على الخدمة، وله ما حصّله من الأموال والأبنية. فأبى إلا تماديا واستمرارا.
فقتله المعز فى التاريخ الذى ذكرناه، وكتب بالحوطة على أمواله ونعمه ورجاله. وقلد القاسم بن محمد بن أبى العرب سيفه. وأخرج بين يديه الطبول والبنود. وصرف إليه النظر فى سائر إفريقية.
قال: ولما قتل محمد بن حسن ثار أخوه عبد الله بن حسن عامل طرابلس وغضب لذلك. وبعث إلى زناتة فعاقدهم «٢» وأدخلهم طرابلس. فقتلوا كل من كان بها «٣» من صنهاجة والعسكريين وأخذوا المدينة. فلما انتهى ذلك إلى المعز. وأمر بالقبض على جميع بنى محمد وحبسهم ثم ظفر محمد بن وليمة