وشهرهم. وهاج السودان تعصّبا للرّجّالة فركب محمد أيضا فى الحجربة وأوقع بهم وأحرق منازلهم، فاحترق فيها جماعة منهم ومن أولادهم ونسائهم، فخرجوا إلى واسط واجتمع منهم جمع كبير وتغلّبوا عليها وطردوا عامل الخليفة، فسار إليهم مؤنس فأوقع بهم وأكثر القتل فبهم، فلم يقم لهم بعدها قائمة.
[ذكر عزل ابن مقلة ووزارة سليمان]
فى هذه السنة عزل أبو على محمد بن مقلة عن وزارة الخليفة.
وكان سبب عزله أن المقتدر كان يتهمه بالميل إلى مؤنس المظفّر وكان المقتدر مستوحشا من مؤنس ويظهر له الجميل، فاتّفق أنّ مؤنسا خرج إلى أوانا وعكبرا، فركب ابن مقلة إلى دار المقتدر آخر جمادى الأولى فقبض عليه وكان بين ابن مقلة وبين محمد بن ياقوت عداوة فأنفذ إلى داره من حرقها ليلا.
قال: وأراد المقتدر أن/ يستوزر الحسين بن القاسم بن عبد الله وكان مؤنس قد عاد، فأنفذ إلى المقتدر يسأل أن يعاد ابن مقلة فلم يجبه إلى ذلك وأراد قتله، فردّه علىّ بن عيسى عن ذلك فسأل مؤنس أن لا يستوزر الحسين، فتركه واستوزر سليمان بن الحسن فى منتصف جمادى الآخرة، وأمر المقتدر علىّ بن عيسى بالاطّلاع على الدواوين وأن لا ينفرد سليمان عنه