من تراب بغلته للتبرّك. وكان فى صحبته جماعة من أعيان أصحابه فلما وصل إلى ساوة خرج إليه جميع أهلها وسأله كلّ من فقهائها أن يدخل بيته فلم يفعل. ولقيه أرباب الصناعات ومعهم ما ينثرونه على محفته، فخرج الخبازون ينثرون الخبز وهو ينهاهم فلم ينتهوا، وكذلك أصحاب الفاكهة والحلوى وغيرهم، وخرج إليه الأساكفة وقد عملوا مداسات لطافا تصلح لأرجل الأطفال ونثروها فكانت تسقط على رؤوس النّاس فكان الشيخ يتعجب ويذكر ذلك لأصحابه بعد رجوعه ويقول: ما كان حظكم من ذلك النثار؟ فقال بعضهم: ما كان حظ سيدنا منه! فقال الشيخ. أما أنا فتغطيت بالمحفة! يقول ذلك وهو يضحك.
قال «١» : ولما وصل الشّيخ إلى السلطان وإلى نظام الملك أكرماه، وأجيب إلى جميع ما التمسه من الخليفة. ولما عاد أهين عميد العراق، ورفعت يده عن جميع ما يتعلق بحواشى الخليفة.
وفيها قدم مؤيد الملك بن نظام الملك إلى بغداد من أصفهان ونزل بالمدرسة النظامية، وضرب على بابه الطبول فى أوقات الصلوات الخمس، فأعطى ما لا جزيلا حتى قطع ذلك، فأرسل الطبول إلى تكريت والله تعالى أعلم.
[ذكر عزل عميد الدولة عن الوزارة وميسر والده إلى ديار بكر]
وفى سنة ستّ وسبعين وأربعمائة فى صفر عزل عميد الدولة فخر الدولة بن جهير عن الوزارة، ووصل فى يوم عزله له رسول