للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصحبته عز الدين العديمى أحد مفاردة الشام لتقرير أمره، وجرد صحبته جماعة من شيزر «١» وغيرها، فوصلوا إلى مصياف وتحدثوا مع أهلها، فامتنعوا، فسير السلطان إليهم، فسلموها فى العشر الأوسط من شهر رجب.

ومصياف هذه كرسى مملكة الدعوة، وبها أكابرهم، ومنها رسلهم إلى الملوك، فلما علم نجم الدين وولده سرعة هذا الاستيلاء سألوا الحضور. وحضر الصاحب نجم الدين [حسن] وعمره تسعون سنة، فرحمه السلطان وعفا عنه وولاه النيابة شريكا لابن الرضى لأنه صهره، وكان أبوه هو المشار إليه. وقرر حمل مائة وعشرين ألف درهم فى كل سنة. وتوجه نجم الدين وبقى ولده ملازما باب السلطان، وتقرر على صارم الدين بن الرضى حمل ألفى دينار فى كل سنة.

وكانت مصياف قديما بيد الأمير وثاب بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس «٢» من أمراء بنى كلاب فى سنة خمس وتسعين وأربعمائة، فملكها ولده ناصر الدين سابق، فباعها لعز الدين أبى العساكر سلطان بن منقذ فى سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وجعل فيها الحاجب سنقر، فقتله الباطنية وملكوا الحصن فى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وبقى فى أيديهم إلى الآن.

ذكر فتوح العليقة والرّصافة

هذا الحصن من أمنع الحصون، وكان مختصا بالرضى، ثم بولده صارم الدين، فجرت من المذكور أمور أوجبت اعتقاله بمصر، ورسم للعسكر المقيم