فوضع رأسه على الأرض ومضى التتارى وأتى بسيف فقتله به. قال:
وحكى لى كثير من ذلك أعفيت عنه رغبة فى الاختصار.
قال: وفى ذى الحجة سنة ثمان وعشرين وصلت طائفة من التتار من أذربيجان إلى أعمال أربل، فقتلوا من على طريقهم من التركمان الإيوائية والأكراد وغيرهم إلى أن دخلوا إلى بلد أربل، فنهبوا القرى وقتلوا من ظفروا به، ثم وصلوا إلى بلد دقوقا وغيرها وعادوا، ولم يرعهم أحد ولا وقف فى وجوههم فارس.
هذا آخر ما أورده ابن الأثير والمنشى فى تاريخيهما من أخبار التتار لم يتجاوزا سنة ثمان وعشرين وستمائة، وبعض ما أوردناه لم يورداه فى تاريخيهما كوفاة جنكزخان وقيام ولده، فإنه ما وصل إليهما. والله أعلم.
[ذكر وفاة آوكتاى خان وقيام ولده كيوك خان بعده وقتله]
كانت وفاة أوكديه خان بن جنكزخان فى «سنة إحدى وثلاثين وستمائة»«١» ولما دنت وفاته استدعى أعمامه والأمراء وأمرهم بإجلاس ولده كيوك خان على كرسى المملكة، وأمر أن يكون جلوسه بحضور الأعمام والإخوة والأمراء. فلما مات اجتمعوا كلهم، إلا دوشى خان «٢» فإنه كان قد أوغل فى بلاد الشمال واستولى