كان انقراضها فى يوم الخميس لليلتين بقيتا من صفر، سنة اثنتين وتسعين ومائتين وسبب ذلك أن الخليفة المكتفى بالله «١» ندب محمّد بن سليمان كاتب الجيش فى سنة إحدى وتسعين ومائتين، وخلع عليه وعلى جماعة من القوّاد، وأمرهم بالمسير إلى الشّام ومصر وانتزاعهما من هارون بن خمارويه، لما ظهر من عجزه واختلاف أصحابه عليه.
فسار عن بغداد فى شهر رجب، هو وعشرة آلاف، ووصل إلى حدود مصر فى المحرّم سنة اثنتين وتسعين ومائتين، ووجّه المكتفى أيضا دميانة الرّومى غلام يازمان بالمراكب، فوصل إلى تنّيس «٢» ودخل نهر النّيل، فوجه إليه هارون جماعة من القوّاد، فالتقوا، فهزمهم دميانة، وزحف محمّد بن سليمان بالجيوش فى البرّ حتى دنا من مصر، وكاتب من بها من القوّاد، فكان أوّل من خرج إليه والتحق به بدر الحمامى، وهو رئيس القوّاد ففتّ ذلك فى أعضاد المصريّين. وتتابع القوّاد إليه. فلمّا رأى هارون ذلك خرج بمن بقى معه من القوّاد لقتال محمّد بن سليمان، فكانت بينهم حروب، ثمّ وقع بين