أصحاب هارون فى بعض الأيّام، فاقتتلوا، فخرج هارون ليسكّنهم، فرماه بعض المغاربة بمزراق «١» فقتله، وقيل بل فعل ذلك عمّه شيبان، وذلك لاثنتى عشرة ليلة بقيت من صفر، سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وكانت مدّة ولايته نحوا من تسع سنين تقريبا.
فبايع الأجناد عمّه [١٤] أبا المقانب شيبان بن أحمد بن طولون، وهو الخامس من ملوك الدّولة الطّولونية، وعليه انقرضت.
قال: ولمّا بويع بذل الأموال للجند فأطاعوه «٢» ، وقاتلوا معه قتالا شديدا، ثم لم يلبثوا أن وافتهم كتب بدر الحمامى يدعوهم إلى الأمان فأجابوه إلى ذلك. وسار محمّد بن سليمان إلى مصر، فدخلها فى يوم الخميس لليلتين بقيتا من صفر، سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فأرسل إليه شيبان يطلب منه الأمان، فأمّنه، فخرج إليه ولم يعلم به أحد من جنده، فلمّا أصبحوا قصدوا دار الإمارة «٣» فلم يجدوه، فبقوا حيارى.
واستولى محمّد بن سليمان على مصر، وعلى منازل آل طولون وأموالهم، وقبض عليهم كلّهم، وهم عشرون رجلا، فقيدهم وحبسهم، واستصفى أموالهم. وكتب بالفتح إلى الخليفة، فأمره بإشحاص آل طولون وأشياءهم «٤» من مصر والشام إلى بغداد، فحملهم وأتباعهم وأنقاض