للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سرير الملك، [٧٣] وجلس الأفضل على دكّة الوزارة. وحضر قاضى القضاة نصر الإمام على بن الكحال ومعه الشّهود، وأخذ البيعة على مقدّمى الدّولة ورؤسائها وأعيانها، ثم مضى إلى إسماعيل وعبد الله، وهما بالقصر فى المسجد وعليهما التوكيل، فقال لهما: إن البيعة قد تمّت لمولانا المستعلى بالله، وهو يقرئكما السّلام ويقول لكما: تبايعانى أم لا؟ فقالا: السمع والطاعة؛ إن الله اختاره علينا. وبايعاه، وكتب بذلك سجلّ قرأه على الأمراء الشّريف سناء الملك محمد بن محمد الحسنى الكاتب بديوان الإنشاء. وبادر نزار وأخوه عبد الله ومحمود بن مصال إلى الإسكندرية، وعليها ناصر الدّولة «١» أفتكين التّركى، أحد مماليك أمير الجيوش بدر الجمالى، فعرّفوه الحال ووعدوه بالوزارة، فبايعه، وبايعه أهل الثّغر، ولقّب بالمصطفى لدين الله.

ذكر ما اتّفق لنزار ومن معه

قال: وفى المحرّم سنة ثمان وثمانين وأربعمائة خرج الأفضل أمير الجيوش بعساكره إلى الإسكندرية لقتال نزار وأفتكين وابن مصال. فلمّا قرب منها خرجوا إليه، والتقوا، واقتتلوا قتالا شديدا، فكانت الهزيمة على الأفضل ومن معه، فرجع إلى مصر ونهب نزار ومن معه من العرب أكثر بلاد الوجه البحرى.

ثم خرج الأفضل ثانيا وحاصر الإسكندرية، واشتدّ الحصار إلى ذى القعدة. فلمّا اشتد الحال رأى ابن مصال مناما، فلمّا أصبح أحضر رجلا أعجميّا وقال له: رأيت كأنّى راكب فرسا وكأنّ الأفضل يمشى فى ركابى.