للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنجاهم من فرعون وعمله إلا اخبرتمونا هل تجدون فيما أنزل عليكم أن تؤمنوا بمحمد؟

فإن كنتم لا تجدون ذلك فى كتابكم فلا كره عليكم؛ (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)

«١» فأدعوكم إلى الله وإلى نبيه» .

ذكر ما قاله أحبار يهود فى قوله تعالى: (الم) *

، و (المص)

و (الر) *

، و (المر)

حكى محمد بن إسحاق أنّ أبا ياسر «٢» بن أخطب مرّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو: (الم. ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)

«٣» ، فأتى أخاه حيىّ بن أخطب فى رجال من يهود. فقال: تعلّموا، والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل عليه: (الم. ذلِكَ الْكِتابُ)

، فقالوا: أنت سمعته؟ قال: نعم، فمشى حيىّ فى أولئك النفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، ألم تذكر لنا أنك تتلو فيما أنزل عليك: (الم) *

؟

فقال: «بلى» ، قالوا: أجاءك بها جبريل من عند الله؟ قال: «نعم» ، فقالوا:

لقد بعث الله قبلك أنبياء، ما نعلمه بيّن لنبىّ منهم ما مدّة ملكه، وما أكل أمته غيرك. فأقبل حيىّ بن أخطب على من معه، فقال لهم: الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون؛ فهذه إحدى وسبعون سنة، أفتدخلون فى دين إنما مدّة ملكه وأكل أمته إحدى وسبعون سنة؟ ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، هل مع هذا غيره؟ قال: «نعم» قال: ماذا؟ قال: (المص)

قال: فهذه أثقل وأطول، الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون؛ والصاد تسعون، فهذه إحدى وستون «٤» ومائة، هل مع هذا يا محمد غيره؟ قال: «نعم (الر) *

» .

قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحدة، واللام ثلاثون، والراء مائتان، فهذه