للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ذى الحجة ورد البريد من دمشق بإيقاع الحوطة على دار الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى، وحمل ما يوجد بها من خزائنه، فوقعت الحوطة عليها وأخذ منها صناديق كانت وصلت مع ولده عز الدين فرج، فوجد فى أحدها فيما قيل اثنان وثلاثون ألف دينار عينا، وفى بعضها مائة ألف درهم وخمسون ألف درهم، وعدة سروج مسقطة محلاة بالذهب والفضة وغير ذلك فحمل إلى بيت المال.

[وفى هذه السنة توفى الشيخ تاج الدين عبد الرحيم]

ابن تقى الدين عبد الوهاب بن الفضل بن يحيى بن السنهورى أحد النظار بالديار المصرية- كان- وكانت وفاته بمصر فى سابع عشر ربيع الآخر، وكان من الأمراء الأخيار، والكتاب المشهورين، الذين يرجع الكتّاب إلى قولهم، وتنقّل من المباشرات فى عمره إلى أن انتهى إلى نظر النظار، وعين للوزارة مرارا فكرهها، وكان الوزراء يرجعون إلى قوله، ولا يخرجون عن رأيه فى جليل الأمر ولا حقيره، ثم عطّل قبل وفاته عن المباشرة [٧٩] ، وتجاوز المائة سنة أخبرنى والدى- رحمه الله- غير مرّة أنه أسن منه بخمس عشرة سنة، وكان مولد والدى فى سنة ثمانى عشرة وستمائة فعلى هذا يكون عمره مائة سنة وتسع سنين تقريبا رحمه الله تعالى.

وتوفى القاضى شهاب الدين غازى بن أحمد بن [١] الواسطى ناظر حلب بها فى ثامن عشر ربيع الآخر، وكان يتنقل فى المناصب الجليلة، ولى نظر الدواوين بالديار المصرية، ونظر الصحبة [٢] ، ونظر دمشق وحلب وطرابلس، وكتب بديوان الإنشاء مدة- رحمه الله تعالى-.

وتوفى القاضى تاج الدين أحمد ابن القاضى عماد الدين محمد بن هبة الله الشيرازى [٣] الدمشقى ببستانه [٤] بالمزة فى رابع عشر رجب، ودفن بقاسيون- رحمه الله- وكان من أعيان أهل دمشق، وولى نظر الدواوين بها وغير ذلك.


[١] انظر ترجمته فى الدرر الكامنة ٣: ٢٩٤، والدليل الشافى ٢: ٥١٧.
[٢] نظر الصحبة: صاحب هذه الوظيفة وزير متنقل يرافق السلطان فى أسفاره وحروبه فيقوم بوظيفة الوزير، ويصرف شئونها معه ليتسنى للوزير الأصلى أن يقيم بالقاهرة (السلوك ١/٢: ٦٢٧ هامش الدكتور زيادة) .
[٣] وانظر ترجمته فى ذيول العبر ص ٦٨، والسلوك ٢/١: ١٢٠، وشذرات الذهب ٦: ٣٠.
[٤] المزة: قرية كبيرة تمتاز فى أعلى الغوطة فى سفح الجبل من أعلى دمشق، وبينهما نصف فرسخ (النجوم الزاهرة ٨: ١١٢ هامش) .