ووصل إليه رسل أبغابن هولاكو، فقرىء على السلطان كتابه، ومعناه الرغبة فى الصلح، وأعاد الرسل بالجواب، وكاتب أبغا نظير ما كاتبه به.
[ذكر توجه السلطان على خيل البريد إلى الديار متنكرا وعوده إلى مخيمه بخربة اللصوص ولم يعلم من به بتوجهه]
قال القاضى عبد الله بن عبد الظاهر فى السيرة الظاهرية عن هذه الوقعة حسبها أملاه السلطان من لفظه: لما خرج السلطان من دمشق، بعد تجهيز رسل أبغا، ودع الأمراء كلهم وتوجهوا إلى الديار المصرية، ولم يبق معه من الأمراء الأكابر غير الأتابك، والمحمدى، والأيدمرى، وابن اطلس خان، وأقش الرومى، توجه إلى القلاع، فابتدأ بالصبيبة ومنها إلى الشقيف وصفد، وبلغه وفاة الأمير عز الدين الحلى، فكتب إلى الأمير شمس الدين آقسنقر استاد الدار بالحضور بالأثقال والعساكر إلى خربة اللصوص والعسكر قد خيم بها. وخطر له التوجه إلى الديار المصرية، فكتب إلى النواب بالشام بمكاتبة الملك السعيد والإعتماد على أجوبته، ورتب أنه كلما جاء بريد يقرأ عليه ويخرج علائم على دروج بيض تكتب عليها أجوبة البريد، واستقرت هذه القاعدة مدة.
وفى رابع عشر شعبان أظهر تشويشا، وأحضر الحكماء إلى الخيمة، وحصل احتفال ظاهر بهذا الأمر، وأصبح الأمراء فدخلوا وشاهدوا مجتمعا فى صورة متألم، وكتب إلى دمشق باستدعاء الأشربة.
وتقدم إلى الأمير بدر الدين الأيدمرى وسيف الدين بكتوك جرمك الناصرى، بأنهما يتوجهان إلى حلب على خيل البريد، وودعاه وصحبتهما بريدى،