وفى هذا الشهر منع الناس من العبور إلى القاهرة ركّابا مع المكّارية، ومنع من الجلوس على باب الزّهومة «١» إلى أقصى [٥٤] الباب [المعروف]«٢» بباب الزمرد.
وفى سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة ركب الحاكم فى موكبه ومعه أرباب دولته فمرّ على الموضع الذى يباع فيه الحطب وقد تراكمت الأحطاب فيه بعضها على بعض، فوقف وأمر أن تؤجّج النّار فى بعضها؛ ثم أمر بقاضى القضاة بمصر، وهو الحسين بن على بن النعمان، فأنزل عن دابّته ورمى به فى تلك النّار حتى هلك «٣» ، ولم يتقدّم له مقدّمة توجب ذلك «٤» . ثم مرّ كأن لم يصنع شيئا.
[ذكر أبى ركوة وظهوره وما كان من أمره إلى أن قتل]
كان ظهوره فى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وادّعى أنه الوليد بن هشام «٥» بن عبد الملك بن عبد الرحمن الأموى، وتلقّب بالثائر بأمر الله