قال: ثم أنفذ مرداويج طائفة أخرى إلى أصفهان، فملكوها، واستولوا عليها، وبنوا له فيها مساكن أحمد بن عبد العزيز بن أبى دلف فسار مرداويج إليها، ونزلها، وهو في أربعين ألفا، وقيل خمسين ألفا، وأرسل جمعا آخر إلى الأهواز، فاستولوا عليها وعلى خوزستان، وجبوا أموال تلك البلاد، والنواحى، فقسمها في أصحابه، وادخر منها ذخائر كثيرة، ثم أرسل إلى المقتدر رسولا يقرر على نفسه مالا على هذه البلاد، ونزل للمقتدر عن همذان، فأجابه إلى ذلك، وقرر عليه مائتى ألف دينار في كل سنة.
ذكر وصول وشمكير الى أخيه مرداويج
قال: ولما استقرّ ملك مرداويج أرسل في طلب «١» أخيه وشمكير، وهو ببلاد جيلان يستدعيه. قال الجعد «٢» : أرسلنى إليه فجئته فإذا هو في جماعة يزرعون الأرز، فلما رأونى قصدونى وهم عرايا حفاة عليهم سراويلات ملوّنة الخرق مرقعة، فسلمت على وشمكير، فأبلغته رسالة أخيه، وأعلمته ما هو فيه، وما حازه من الملك، فضرط بفيه في لحية أخيه، وقال: إنه لبس السودا، وخدم المسودة يعنى الخلفاء، فما زلت أمنيّه وأطمعه حتى خرج معى. فلما بلغنا قزوين اجتهدت