للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العساكر وتولى النفقة بنفسه. وخرج بالعساكر، فلما وصل إلى القطّيفة بلغه رحيل التتار لانقطاع الميرة عنهم، فوصل إلى حمص، ثم عاد إلى دمشق فى مستهل شهر رجب متوجها إلى الديار المصرية، فدخل إلى قلعة الجبل فى ثامن عشر الشهر.

ذكر شنق الطواشى شجاع الدين عنبر المعروف بصدر الباز «١» وغيره

كان هذا الطواشى المذكور قد تمكن فى الدولة الظاهرية وكبر شأنه، وتعاظم فى نفسه، وصار فى غيبة السلطان يركب إلى الميدان ويلعب بالكرة ويعود إلى القلعة، ثم تعاطى بعد ذلك، فيما نقل، إدمان شرب الخمر فى دور السلطان، ويجتمع على ذلك مع الخدام: فاتصل ذلك بالسلطان، فلما عاد أحضره بين يديه ليلا، وقام السلطان إليه بنفسه ولكمه وقصد أن يؤدبه بالضرب والإخراق «٢» ليرتدع بذلك.

وكان لهذا الخادم على السلطان إدلال كبير، فحمله إدلاله على أن خاطب السلطان بما لا يليق أن يخاطب به، فكان مما قال له: «هذا الضرب لا يفيدك، ولكن اشنقنى» . فغضب السلطان وأمر بشنقه، فشنق بالميدان الأسود تحت قلعة الجبل فى ليلته، وشنق إلى جانبه خمسة من الأجناد كانوا قد تخلفوا عن العرض بحمص، وشفع فى جماعة أخر من الجند، فحبسوا بخزانة البنود.