ببناء الكنائس فأعادوها. فاشتدّ غضب العسكر وحنقهم، فاجتمع الأتراك والكتاميّون وتحالفوا على قتل الرّجّالة الّذين فعلوا بالمصريين ما فعلوا، فوقع القتال بينهم، فقتل الرّجّالة أبرح قتل، ورأى أهل مصر فيهم وفى حرمهم ومنازلهم ما أسلاهم «١» عما جرى عليهم.
وتمادى الحال على ذلك والحرب قائمة بينهما، والحاكم على حاله فى ركوبه وهيبته، فإذا بلغه ركوبهم للحرب تركهم تارة وجاء أخرى، فإذا رأوه تفرّقوا لهيبته. ولم يزل الأمر على ذلك إلى أن فقد الحاكم فى التّاريخ الّذى ذكرناه.
ذكر مولد الحاكم ومدّة عمره وملكه وأولاده وكتّابه ووسائطه وقضاته ونقش خاتمه
كان مولده بالقاهرة فى يوم الخميس لستّ بقين من شهر ربيع الآخر «٢» ، سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. فكانت مدّة عمره ستّا وثلاثين سنة وستة أشهر ويومين؛ ومدّة ولايته خمسا وعشرين سنة وشهرا واحدا إلّا ثلاثة أيام إلى يوم ركوبه الذى عدم فيه.
أولاده: أبو الحسن على، وهو الظاهر أبو الأشبال الحارث؛ مات فى حياته لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربعمائة.
كتّابه ووسائطه: أمين الدّولة أبو محمد الحسن بن عمّار «٣» ، ثم الأستاذ