للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن معجزاته عليه السلام إخباره عن الغيوب]

قال الله عز وجل إخبارا عنه: وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ «١»

. قالوا: لما أبرأ عيسى عليه السلام الأكمه والأبرص وأحيا الموتى بإذن الله قالوا له: إنك تزعم أنك تخبرنا بما نأكل فى بيوتنا وما ندّخر. قال نعم. قالوا: فإنّا نجمع خيارنا وأحبارنا ورهباننا فنأمرهم أن يأكلوا ويدّخروا فى بيوتهم ثم نأتيك فتخبرنا. قال نعم. فانطلقوا الى بيوتهم وأكلوا وادّخروا وأقبلوا اليه من الغد، وسأله كل رجل منهم وهو يخبره بما أكل وادّخر.

ومما أخبر به عيسى عليه السلام من المغيّبات قصّة ابن العجوز. وكان من خبره ما حكاه أبو إسحاق الثعلبىّ رحمه الله أن عيسى عليه السلام مرّ فى سياحته بمدينة ومعه الحواريّون، فقال: إنّ فى هذه المدينة كنزا، فمن يذهب فيستخرجه؟.

قالوا: يا روح الله، لا يدخل هذه القرية غريب إلّا قتلوه. فقال لهم: مكانكم حتى أعود اليكم، ومضى حتى دخل المدينة فوقف بباب فقال: السلام عليكم يأهل الدار، غريب أطعموه. فقالت له امرأة عجوز: أما ترضى أن أدعك لا أذهب بك الى الوالى حتى تقول أطعمونى شيئا!. فبينا عيسى بالباب إذ أقبل ابن العجوز فقال له عيسى: يا عبد الله، أضفنى ليلتك هذه. فقال له الفتى مثل مقالة العجوز.

فقال له عيسى: أما إنك لو فعلت ذلك زوّجتك بنت الملك. فقال له الفتى:

إمّا أن تكون مجنونا، وإمّا أن تكون عيسى بن مريم. قال: أنا عيسى. فأضافه وبات عنده. فلّما أصبح قال له: اغد وادخل على الملك وقل له: جئت أخطب ابنتك فإنه سيأمر بضربك وإخراجك. فمضى الفتى حتى دخل على الملك وقال له: