ذكر فتح عكا ونابلس وحيفا وقيسارية وصفورية والنّاصرة ومعليا والفولة والطور والشّقيف وغير ذلك
قال ابن شدّاد: ثمّ رحل السّلطان طالبا عكّا. وكان نزوله عليها فى يوم الأربعاء سلخ شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين، وقاتلها بكرة الخميس مستهل جمادى الأولى، فأخذها، واستنقذ من كان فيها من الأسارى، وكانوا زهاء أربعة آلاف؛ واستولى على ما فيها من الأموال والذّخائر.
ثم تفرّقت العساكر فى بلاد السّاحل فأخذوا نابلس، وحيفا، وقيساريّة، وصفّوريّة، والنّاصرة، ومعليا، والفؤلة، والطّور، والشّقيف وقلاعا تلى هذه كثيرة؛ وكان ذلك لخلوّها من الرّجال فإنّهم عمّهم القتل والأسر «١» .
[ذكر فتح تبنين وصيدا وصرفند وبيروت وجبيل]
قال: ثم أرسل السلطان [ابن]«٢» أخيه تقى الدين إلى تبنين، فضايقها، وكتب إلى السلطان أن يأتيه بنفسه، فوصل إليها ونازلها يوم الأحد الحادى عشر من جمادى الأولى، فسأل من بها الأمان واستمهلوا خمسة أيام لينزلوا بأموالهم، وأطلقوا الأسارى، فخرجوا إليه، فسرّ بهم وكساهم. وخلص فى تلك السنة [١٢٣] من الأسرى أكثر من عشرين ألف أسير، ووقع فى أسره من الكفار مائة ألف.
قال: ثم رحل السّلطان من تبنين إلى صيدا، فاجتاز فى طريقه بصرفند فأخذها بعد قتال.