للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأقام بها إلى حيث وصل الأمير عز الدين ومن معه، فالتقوا واقتتلوا، فانهزم سمامون، وقتل من أصحابه خلق كثير. واستشهد من المسلمين أناس قلائل.

ولما انهزم [سمامون «١» ] ، تبعه الجيش إلى مسيرة «٢» خمسة عشر يوما من دنقلة، فادركوا جريس، فأخذوه، وأخذوا ابن خاله متملك النوبة، وهو من أعيان أصحابه، وممن «٣» يرجع إليه الملك. فرتب الأمير عز الدين، ابن أخت الملك ملكا، ورتب جريس فى النياية عنه، وجرد معهما جماعة من العسكر، وقدر «٤» عليهما قطيعة، يحملونها إلى الأبواب السلطانية فى كل سنة. وعاد الجيش [بعد أن «٥» ] غنموا غنائم كثيرة من الرقيق، والخيل، والجمال، والأبقار، والأكسية.

ولما فارق الجيش النوبة وعاد، وتحقق سمامون عودهم، رجع إلى دنقلة، وقاتل من بها، وهزمهم واستعاد البلاد. فحضر الملك المستجد وجريس، ومن كان معهما من العسكر المجرد، إلى الأبواب السلطانية، وأنهوا ما اتفق من سمامون. فغضب السلطان لذلك، وجرد جيشا كثيفا.

[ذكر تجريد الجيش فى المرة الثانية إلى النوبة]

قال «٦» : وجرد السلطان الأمير عز الدين أيبك الأفرم، أمير جاندار إلى