للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فأتى بعيره فأطلق عقاله، ثم خرج حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أوّل ما تكلم به: بئست اللّات والعزّى! فقالوا: مه يا ضمام! اتّق البرص، اتق الجذام، اتّق الجنون! قال: ويلكم! إنهما والله لا ينفعان ولا يضران، إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا، فاستنقذكم «١» به مما كنتم فيه، وإنى أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمّدا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به، ونهاكم عنه، قال: فو الله ما أمسى من ذلك اليوم فى حاضره «٢» رجل أو امرأة إلا مسلما.

قال: يقول عبد الله بن عباس- رضى الله عنهما- فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.

[ذكر وفد أشجع]

قال «٣» : وقدمت أشجع على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عام الخندق، وعام الخندق سنة خمس من الهجرة، وهم مائة، رأسهم مسعود «٤» بن رخيلة بن نويرة ابن طريف، فنزلوا شعب سلع «٥» ، فخرج إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأمر لهم بأحمال التمر، فقالوا: يا محمد! لا نعلم أحدا من قومنا أقرب دارا منك منّا، ولا أقلّ عددا، وقد ضقنا بحربك وبحرب قومك، فجئنا نوادعك، فوادعهم.

ويقال: بل قدمت أشجع بعد ما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من بنى قريظة، وهم سبعمائة فوادعهم. ثم أسلمو بعد ذلك.