ومحنتى واختبارى أدخلته «١» فى جنّتى وأخلدته في نعيمى، ومن زال عن أمرى وكذّب رسلى أخلدته مهانا في عذابى، وأتممت أجلى وأظهرت أمرى على ألسنة رسلى، وأنا الذى لم يعل علىّ جبّار إلا وضعته، ولا عزيز إلا أذللته، وليس الذى أصرّ على أمره ودام على جهالته، وقال: لن نبرح عليه عاكفين وبه موقنين، أولئك هم الكافرون، ثم يركع ويقول في ركوعه: سبحان ربّى ورب العزّة، وتعالى عما يقول الظالمون يقولها مرّتين، فإذا سجد قال: الله أعلى مرّتين، الله أعظم مرّتين.
ومن شرائعه أن يصوم يومين في السنة، وهما المهرجان والنيروز، وأنّ النبيذ حرام، والخمر حلال، ولا غسل من جنابة إلا الوضوء كوضوء الصلاة، وأنّ من حاربه واجب قتله، ومن لم يحاربه ممّن خالفه أخذ منه الجزية، ولا يؤكل كلّ ذى ناب ولا ذى مخلب.
وقد أخذ هذا الفصل حقّه من الإطالة والاسهاب، فلنذكر مبدأ هذه الدعوة.
[ذكر ابتداء دعوة القرامطة]
قال الشريف أبو الحسين رحمه الله تعالى: كان مبدأ هذه الدعوة الخبيثة إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر، وزعموا أنّه الإمام المهدى الذى يظهر في آخر الزمان ويقيم الحق وأنّ البيعة له، وأنّ الداعى إنما يأخذها على الناس له، وأنّ ما يجمع من الأموال مخزون له إلى أن يظهر، ولم تزل هذه الدعوة إلى محمد بن إسماعيل إلى أن هرب