النّحاس؛ فكانت تعلو على السّور وتركب فيها المقاتلة؛ وقرّبوها من السّور فكاد أهل البلد يطلبون الأمان؛ فأعان الله على حرقها «١» .
وكان فى جمادى الأولى عدّة وقعات.
قال: ولمّا حرقت دبّابات الفرنج وكباشهم وأبرجتهم الخشب وستائرهم أقاموا أمام خيامهم ممّا يلى عكّا تلّا مستطيلا عاليا من التّراب، فكانوا يقفون وراءه ويحوّلونه ليقرّبوه من السّور؛ إلى أن صار بينه وبين السّور مقدار نصف غلوة سهم. فلم تعمل فيه النّار.
[ذكر وصول ملك الإنكلتير]
كان وصوله إلى عكّا فى ثالث عشر جمادى الأولى من السّنة «٢» بعد أن ملك فى مسيره قبرص عنوة؛ ووصل فى أربعين قطعة. ولمّا قدم توالى الزّحف والقتال. ثمّ مرض مرضا شديدا وجرح الإفرنسيس، وهم مع ذلك لا يدعون القتال. هذا واللّصوص يدخلون عليهم فى خيامهم ويسرقون أقمشتهم ويخطفونهم، فكانوا يدخلون على الرّجل من الفرنج وهو نائم فيوقظونه، ويشيرون إليه بالسّلاح: إن تكلّمت ذبحناك، ويحملونه [١٣٤] ويخرجون به إلى عسكر المسلمين. فعلوا ذلك مرارا كثيرة.
قال: ثمّ تردّدت الرّسائل من الفرنج إلى السّلطان مدافعة بسبب مرض الإنكلتير؛ ثم استأذن فى إهداء جوارح، وقال إنّها قد ضعفت وتغيّرت من البحر، وطلب أن يسيّر لها دجاج وطير تأكله لتقوى به ثمّ