قال المسعودىّ «١» : قد تنازع الناس فى الروم ولأىّ علّة سمّوا بهذا الأسم، فقيل لإضافتهم لمدينة رومية واسمها بالرومية روماس، فعرّب هذا الاسم فسمّى من كان بها روما، والروم لا يسمّون أنفسهم فى لغتهم إلّا رومس. «٢» ومنهم من رأى أن هذا الاسم اسم الأب الأوّل، وهو روم بن شماخلين بن هوبان بن علفا بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. ومنهم من رأى أنهم سمّوا باسم جدّهم رومس ابن لبطى بن نويفل بن رومىّ بن الأصغر بن النفر بن العيص، وقيل غير ذلك.
وقد ذكرنا فى الأنساب شيئا من ذلك.
قال المسعودىّ: وغلبت الروم على ملك اليونانيين، فكان أوّل من ملك منهم طوخاس وهو جانيوس الأصغر بن روم بن شماخلين، فكان ملكه اثنتين وعشرين سنة.
وقيل إنّ أوّل من ملك من ملوك الروم قيصر، واسمه غالوس أوليوس. فكان ملكه ثمانى عشرة سنة.
وقيل أوّل من ملك منهم بعد ملوك اليونانيين برومية بوليس. فكان ملكه سبع سنين ونصفا. قال: ورومية بنيت قبل الروم بأربعمائة سنة.
ثم ملك بعده ابنه أغسطس قيصر. وكان ملكه ستّا وخمسين سنة، وهو أوّل من تسمّى بقيصر، وإنما سمّى بذلك لأنّ أمّه ماتت وهى حامل به فشقّ بطنها عنه، ومعنى قيصر بقر، وكان يفتخر بأنّ النساء لم تلده، وحقيقة هذه اللفظة بالعجميّة