المقتدر بالله، فكانت مدة مملكته ثنتى عشرة سنة وشهرا وأياما، على ما فيها من الإختلاف عليه وقيام من ذكرنا.
[ملك أسفار جرجان]
ولما قتل الداعى ملك أسفار جرجان، وأبو موسى هارون بن بهرام طبرستان، والدعوة فيها لنصر بن أحمد السامانى، فأجمع رأيهما على نصب أبى جعفر محمد بن أحمد الناصر بآمل، فنصباه وألبساه القلنسوة، والدعوة لنصر لم تقطع، وبلغ نصرا الخبر فأنكر على أسفار غاية الإنكار، وأمره بالقبص عليه والبعث به إليه، ففعل أسفار ذلك وبلغ ما كان الخبر وهو بالرى، فسار إلى طبرستان فهرب هارون منها إلى الديلم، وأظهر ما كان ما هو عليه من التشيّع، ونصب إسماعيل بن جعفر بن الناصر، فتوفى بعد مدّة ووقعت فترة لم يل فيها أحد من العلويين، ثم تخلّص بعد ذلك أبو الفضل جعفر بن محمد ابن الحسين «١» بن على بن الحسن بن على بن عمر بن على ابن الحسين بن على بن أبى طالب من حبس نصر بن أحمد، وهو ممّن قبض عليه أسفار بن شيرويه مع أبى جعفر محمد بن الناصر، وسار إلى بلد الجيل وابتدأ في الدعاء لنفسه بها في سنة عشرين وثلاثمائة ونعت نفسه بالثائر في الله، وكان ذا حزم وتدبير، وساعدته الأقدار فخرج من بلد الجيل، قاصدا طبرستان في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة