لأعراب. وسار إسحاق إلى الموصل فلقيه ابن أبى الساج ببرقعيد «١» ، وكمّن له، واقتتلوا، فخرج الكمين على إسحاق، فانهزم وعاد إلى ماردين.
فقوى ابن أبى السّاج وظهر أمره، واستولى على الجزيرة والموصل، وخطب لخمارويه فيها، ثمّ لنفسه بعده.
وفيها أيضا ثار السّودان بمصر، وحصروا صاحب الشّرطة «٢» ، فركب خمارويه بنفسه، وبيده سيف مسلول، وقصد دار صاحب الشّرطة، فقتل من لقيه من السّودان، فهزموا، وكثر القتل فيهم، وسكنت مصر.
ذكر الاختلاف بين خمارويه ومحمد بن أبى السّاج والحرب بينهما
وفى سنة أربع وسبعين ومائتين خالف محمّد بن أبى الساج على خمارويه، فسار خمارويه إلى الشّام، فقدمها فى آخر السّنة، وسار ابن أبى السّاج إليه، فالتقوا عند ثنيّة العقاب «٣» ، على مرحلة من دمشق إلى جهة حمص.
واقتتلوا فى المحرّم سنة خمس وسبعين، فانهزمت ميمنة خمارويه، وأحاط عسكر خمارويه بابن أبى السّاج، فانهزم، واستبيح عسكره.
وكان قد خلّف بحمص أموالا كثيرة، فندب خمارويه إليها قائدا من قوّاده فى جيش جريدة «٤» ، فسبقوا ابن أبى السّاج إليها ومنعوه من الدّخول