للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها عزل معاوية عبد الله بن خالد عن الكوفة، وولّاها الضحاك ابن قيس، وقيل: كان قبل ذلك كما تقدم.

وحج بالناس فى هذه السنة مروان بن الحكم وهو أمير المدينة.

[سنة ست وخمسين ذكر البيعة ليزيد بن معاوية بولاية العهد]

فى هذه السنة بايع الناس يزيد بن معاوية بولاية العهد، قال [١] :

وكان ابتداء ذلك وأوّله أن معاوية لمّا أراد أن يعزل المغيرة بن شعبة عن الكوفة، ويستعمل سعيد بن العاص عليها، فبلغه ذلك، فشخص إلى معاوية ليستعفيه حتّى تظهر للناس كراهيته للولاية، فجاء إلى يزيد وقال له: «إنه قد ذهب أعيان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وكبراء قريش، وإنّما بقى أبناؤهم، وأنت من أفضلهم، وأحسنهم رأيا، وأعلمهم بالسياسة، وإنى لا أدرى ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة» . قال: أو ترى ذلك يتم؟ قال: نعم فدخل يزيد على أبيه وأخبره بما قال المغيرة، فلما حضر المغيرة عند معاوية قال له معاوية: ما يقول يزيد؟ فقال: «يا أمير المؤمنين قد رأيت ما كان من سفك الدماء، والاختلاف بعد عثمان، وفى يزيد منك خلف، فاعقد البيعة له، فإن حدث بك حدث كان كهفا للناس، ولا تسفك الدماء ولا تكون فتنة، قال: ومن لى بهذا؟ قال: «أنا أكفيك أهل الكوفة، ويكفيك زياد أهل البصرة وليس بعد هذين المصرين من يخالفك» . قال:

«فارجع إلى عملك وتحدث مع من تثق إليه فى ذلك وترى ونرى» .


[١] ابن الأثير فى الكامل ج ٣ ص ٢٤٩.