قال ابن الرقيق: كان سبب ذلك أن قيس بن أبى جرير «١» من وجوه أهل ميلة، وهم [من]«٢» ربيعة وكان رئيسهم يومئذ حسن بن أحمد، فوصل إلى الشيعىّ سرا وأطلعه على أمر المدينة، فتقدّم الشيعىّ إليها وقاتل من بها، وغلب على جميع أرضها، فدخل جميع من كان بها إلى الحصن، ثم سألوا الأمان، فأمّنهم ما لم يحدثوا حدثا. ففتحوا أبواب المدينة ودخلها أصحاب الشيعى، وخرج إبراهيم بن موسى بن عيّاش مع جماعة منهم فى الليل، فهربوا إلى إفريقية، إلى أبى العبّاس بن إبراهيم، فأخبروه بالخبر، وضعّفوا عنده أمر الشيعىّ، وسألوه فى إخراج عسكر إليه، وضمنوا أمره.
فأمر بالحشد. وجمع وجوه رجاله، وأمّر عليهم ابنه محمّدا المعروف بأبى حوال «٣» فاجتمع له عساكر عظيمة انتقى منها اثنى عشر ألف فارس. واتّصل الخبر بالشّيعىّ فاستعدّ للّقاء.