شبّاك فهلك، فملك ملك قبرص «١» عكّا، وخرج إلى بيروت فملكها من المسلمين، وكان بها عزّ الدين أسامة. فعمّرها الفرنج ولم تزل بأيديهم إلى أن فتحها الملك الأشرف «٢» فى سنة تسعين وستّمائة، على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخبار دولة التّرك.
وفيها خرجت المراكب الحربية لقصد بلاد الفرنج، فوجدوا بطشا للفرنج فملكوها، فوجد المسلمون فيها أموالا جليلة.
وفيها أنشأ الأمير فخر الدين إياز جهاركس النّاصرى القيساريّة المعروفة به بالقاهرة المحروسة، وجاءت من أحسن الأبنية «٣» .
ذكر وفاة سيف الإسلام بن أيّوب ملك اليمن وملك ولده شمس الملوك
وفى يوم الأربعاء الثالث من شوّال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة توفى الملك العزيز سيف الإسلام طغتكين بن أيّوب، أخو السّلطان الملك النّاصر [صلاح الدين]«٤» بالمنصورة التى أنشأها باليمن. وكان قد طرد ولده شمس الملوك [إسماعيل]«٥» إلى الحجاز. فلمّا سمع بوفاة والده سار إلى اليمن وملك بعده.