عبد الله إليه ويرحل عنه وبين المحاربة، فسلّمه إليه فانصرف يعقوب عنه وقتل عبد الله السجزى.
ذكر عود يعقوب الى بلاد فارس والحرب بينه وبين محمد بن واصل
كان سبب ذلك أن محمد بن واصل كان قد تغلّب على فارس وقتل الحارث بن سيما، فأضاف المعتمد على الله فارس والأهواز والبصرة والبحرين واليمامة إلى موسى بن بغا مع ما كان إليه، فوجّه موسى، عبد الرحمن بن مفلح إلى الأهواز، وولاه إيّاها مع فارس وأضاف إليه طاشتمر، فقاتله محمد بن واصل برام هرمز، فانهزم عبد الرحمن وأخذ أسيرا وقتل طاشتمر، وغنم ما كان في عسكرهما، فأرسل الخليفة إلى محمد بن واصل في إطلاق عبد الرحمن، فلم يفعل وقتله وأظهر أنّه مات، وسار ابن واصل من هذه الوقعة- وقد أظهر أنّه يريد واسط- لحرب موسى بن بغا، فلما رأى موسى شدّة الأمر استعفى من ولاية فارس؛ فلما بلغ ذلك يعقوب- وكان بسجستان، تجدّد طمعه في ملك بلاد فارس، وأخذ ما غنمه ابن واصل من الخزائن والسلاح من عبد الرحمن بن مفلح وطاشتمر، فسار يعقوب حتى نزل البيضا من أرض فارس، فبلغ ابن واصل خبره وهو بالأهواز، فعاد منها لا يلوى على شىء، وأرسل خاله أبا بلال مرداسا إلى يعقوب فوصل إليه وضمن له طاعة محمد بن واصل، فأرسل يعقوب إلى محمد كتبا ورسلا في المعنى فحبسهم ابن واصل، وسار يطلب يعقوب