للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يمكّن من معاجلتهم؛ فقتل قوم من المسلمين جماعة من الخارجين، فجاء إليهم بنفسه ومنعهم.

فلمّا تكامل خروج الفرنج ولم يبق منهم أحد بأنطاكية ضربوا مصافّا عظيما، فانهزم العسكر الإسلامى لما عاملهم به كربوقا من الاستهانة بهم والإعراض عنهم، فتمّت الهزيمة عليهم، ولم يضرب أحد منهم بسيف ولا طعن برمح، ولا رمى بسهم. وآخر من انهزم سقمان بن أرتق وجناح الدولة، لأنهما كانا فى الكمين؛ وانهزم كربوقا معهم. فلمّا رأى الفرنج ذلك ظنّوه مكيدة، فخافوا أن يتبعوهم؛ وثبت جماعة من المجاهدين وقاتلوا حسبة ورغبة فى الشّهادة فقتل الفرنج منهم ألوفا، وغنموا ما فى العسكر من الأقوات والأموال والآلات والدّوابّ، وغير ذلك؛ فصلحت حالهم وعادت إليهم قوّتهم.

[ذكر ملكهم معرة النعمان]

[٧٦] قال المؤرّخ. ثم سار الفرنج إلى معرة النّعمان «١» ، فنازلوها وحصروها، وقاتلهم أهلها قتالا شديدا، فرأى الفرنج منهم شدّة ونكاية عظيمة. فعمل الفرنج عند ذلك برجا من خشب يوازى سور المدينة، ووقع القتال عليه، فصبر المسلمون على القتال إلى اللّيل. ثمّ خاف قوم منهم وفشلوا، وظنّوا أنهم إذا تحصّنوا ببعض الدّور الكبار امتنعوا بها. فنزلوا عن السّور وأخلوا مكانهم الذى كانوا يحفظونه، وفعلت طائفة أخرى مثل ذلك.