وفيها، انتصب السلطان لعرض العساكر بنفسه وحلّف الناس لولده الملك السعيد ناصر الدين بركة خاقان، فحلفوا له، وسيرت نسخ الأيمان إلى القلاع والممالك «١» والناس بأجمعهم.
ذكر وصول الأمير شمس الدين سلار البغدادى وشىء من أخباره «٢»
وفى نصف شهر رجب سنة ستين وستمائة وصل الأمير شمس الدين سلار البغدادى من العراق إلى الديار المصرية، وكان رجلا تركيا من قبيلة دروت «٣» وهو من مماليك الخليفة الظاهر بأمر الله أبى نصر محمد بن الناصر لدين الله، ولاه واسط والكوفة والحلة. فأقام بها فى الأيام الظاهرية والمستنصرية والمستعصمية. فلما استولى هولاكو على بغداد وقتل الخليفة، اجتمع سلار هذا وصاحب شستر ومن انضم إليهما، وقاتلوا التتار فلم يكن لهم بهم طاقة لكثرة التتار، فتوجه إلى برية الحجاز، فأقام بها نحوا من سنة أشهر، ثم راسله هولاكو وكتب له فرمانا بإفراره على ما كان عليه فى الأيام المستعصمية، فحضر إليه فأقره، فلما أفضت السلطنة بالديار المصرية إلى السلطان الملك الظاهر كاتبه السلطان، وطلب منه الوصول إليه مرة بعد أخرى، فتقرر حضوره إليه، وتأخر ذلك إلى أن يتحيل لنفسه ويجمع أمواله، فاتفق أن السلطان تحدث مع قليج البغدادى فى بعض الأيام فقال له السلطان: خوشداشك سلار يصل إلينا؟ فقال: هذا لا يتصور