وقوعه، لأن سلار من الملوك بالعراق، فكيف يفارق ما هو فيه ويحضر إلى هذه البلاد؟ فقال السلطان: متى لم يحضر برضاه أحضرته بغير رضاه. وبعث قاصدا يكتب إليه على أنها أجوبة كتبه، وبعث قاصدا آخر وقال له: إذا قربت من الأردو فاقتل هذا القاصد واتركه وما معه، ففعل ذلك. ولما قتل القاصد وجده القراؤل، فأحضره إلى هولاكو فقرىء ما معه من الكتب فوجدت أجوبة سلار. وكان بمقام هولاكو جماعة من أولاد مماليك الخليفة أخذهم لنفسه وجعلهم خواصا عنده، فسيروا إلى سلار فى الوقت يعلمونه الخبر، فعلم أنها مكيدة، ورسم هولاكو بطلبه إلى الأردو، فوصل إليه الخبر قبل ورود مرسوم هولاكو بطلبه. وكان حال وصول الخبر إليه يتصيد، فعلم أنه متى وصلى إلى هولاكو قتله، فساق لوقته إلى أن وصل إلى الديار المصرية. وترك جميع أمواله وذخائره وأهله وأولاده. ولما وصل أكرمه السلطان وعامله بإحسان كثير، وأنزله بالكبش، وأمره طبلخاناه، وأقطعه منية بنى خصيب. فقال للسلطان: لقد ضيع السلطان على المسلمين أموالا عظيمة، فإنك لو تركتنى حتى أحضر بما جمعته من الأموال والذخائر انتفع بيت المال به، فإنى جمعت خراج سنتين. فقال له السلطان: إنما كان قصدى حضورك، ولم أقصد الأموال. ولا تجلس بين يدى. السلطان لا يرفع أحدا عليه «١» . ثم جرده السلطان فى مقابلة الفرنج بساحل عكا، فكتب إلى السلطان يسأله أن يقيم بالشام فأقطعه نصف [مدينة] نابلس «٢» ، وأقام ستة أشهر ثم أعاده [السلطان] إلى الديار المصرية.