فسرّه الفأل، وأعطاه عشرة آلاف درهم. وحكى عنه أنه غنى عنده مغن بأبيات الفضل بن العباس بن عتبة بن أبى لهب، التى أوّلها:
وأنا الأخضر من يعرفنى ... أخضر الجلدة من بيت العرب
فلما وصل إلى قوله:
برسول الله وابنى عمّه ... وبعبّاس بن عبد المطّلب
غيّر البيت فقال: لا بعبّاس بن عبد المطّلب، فغضب الحسن وقال: يا ابن اللخناء، أتهجو بنى عمّنا بين أيدينا، وتغيّر ما مدحوا به؟!، إن فعلتها مرة ثانية لأجعلنّها آخر غنائك.
وكان الحسن شاعرا فمن شعره:
لم نمنع الدنيا لفضل بها ... ولا لأنّا لم نكن أهلها
لكن لنعطى الفوز في جنّة ... ما إن رأى ذو بصر مثلها
هاجرها خير الورى جدّنا ... فكيف نرجو بعده وصلها
وله أشعار مستحسنة تركناها اختصارا، وكان كاتبه سعيد بن محمد الطبرى. قال: ولما مات قام بالأمر بعده أخوه محمد بن زيد.
[ذكر أخبار محمد بن زيد]
لما مات الحسن كان أخوه هذا بجرجان، وكان في مرضه قد أمر صهره محمد بن إبراهيم العلوى- أن يكتب إلى أخيه محمد بن زيد ليسارع بالحضور، فينتصب في المملكة، فتباطأ، فلما توفى الحسن انتصب محمد ابن إبراهيم مكانه، وتلقّب بالقائم بالحق، فبلغ الخبر محمد بن